تعرف دراسة الجدوى بأنها: “أداة علمية تستخدم لترشيد القـرارات الاستثمارية الجديدة أو لتقييم قرارات سبق اتخاذها، أو القيام بمفاضلة بين البدائل المتاحة وذلك على أسس فنية ، ومالية وعلى ضوء معطيات محددة تتصل بموقع المشروع ، وتكاليف التشغيل ، وطاقات التشغيل، والإيـرادات، ونمط التكنولوجيا المستعملة و اليد العاملة الموظفة”.
ويمكن تعريفها أيضًا بأنها “مجموعة الاختبارات والتقـديرات التي يتم إعدادها بنية الحكم على صلاحية المشروع الاستثماري المقتـرح، أو القرار الاستثماري و ذلك على ضـوء توقعـات التكـاليف و الفوائد المباشرة وغير المباشرة، وذلك طوال العمر الافتراضي للمشروع”.
دراسة الجدوى هي مجموعة من الدراسات التي يقوم بها فريق عمل مختص لديه القدرة في تكوين وجهة نظر تحليلية حول الفكرة الاستثمارية بطريقة متميزة ومن خلالها تستطيع تحقيق الأرباح المالية الكبيرة، كل ذلك يتم العمل على تحديده لك بالشكل المميز للغاية.
وتقسم دراسة الجدوى الى ثلاث اقسام رئيسية وهي : الدراسة السوقية ، الدراسة الفنية ، الدراسة المالية
إن الوقوف على مراحل دراسات الجدوى ومكوناتها لأحد مشاريع الاستثمار يقتضي التعرف على مراحل دورة المشروع :بدءًا من دراسة فرص الاستثمار و انتهاءً بتشغيله.
والفرصة الاستثمارية هي بمثابة فكرة استثمارية تخطر على بال المستثمر ولا تكون قابلة للتطوير والتنفيذ، أي قابلة لأن ترى النور، إلا من خلال إدراكه أنها تشكل المجال الأمثل لتوظيف أمواله والحصول على عوائد غير عادية على المدى القصير عن طريق تحقيق السبق على الآخرين في بلورة الفكرة وتحويلها إلى فرصة استثمارية يتم اغتنامها بإقامة مشروع استثمار.
ومن البديهي أن الفكرة الاستثمارية لا تكون قابلة للتنفيذ ولا تتحول إلى فرصة استثمارية إلا إذا توافرت المعرفة الفنية التي تحول الأفكار إلى منتجات سلعية أو خدمية، فضلا عن حجم السوق (الطلب) الذي يجعل تكلفة الإنتاج في المشروع تنافسية ويجعل سعر بيع المنتج يحقق هامش ربح متوافق مع متوسط الصناعة التي ينتمي إليها المشروع.
يجب في البداية أن يتم دراسة السوق دراسة دقيقة وتحديد خصائص السلعة او الخدمة وكيف يمكن أن يتم التعامل معها.
هناك عدد من المعلومات التي يجب أن يتم جمعها عن هذه السلعة او الخدمة ومعرفة هل سيتم بيعها بسهولة في السوق أم لا.
وهذه الدراسة تهدف إلى توفير معلومات عن كيفية بيع السلعة او الخدمة في السوق والقدرة على تكوين حصة فيه، من خلال معرفة عوامل الطلب على السلعة او الخدمة.
وتتكون الدراسة السوقية من عدد من البنود المهمة وهي كما يلي:
تحتل دراسة الطلب وتوقعاته المستقبلية أهمية خاصة بالنسبة لأية منشأ ة اقتصادية، ليس فقط خلال اعداد د راسة الجدوى في مرحلة التأسيس , وانما في مرحلة التشغيل أيضا وذلك لضمان تصريف كامل انتاجه، وبالأسعار المناسبة خلال العمر الا قتصادي للمشروع من جهة، وتحديد امكانيات التوسع والتطوير في الطاقا ت الانتاجية القائمة بالحجم الملائم وبالتوقيت الزمني المناسب من جهة أخرى.
إن الهدف من دراسة الجدوى السوقية هو نجاح المشروع فمن خلال دراسة السوق يمكن أن يتم تحديد مدى تعطش واحتياج السوق للخدمة او للمنتج الذي يقدمه المشروع الجديد وهو الأمر الذي يجعل القائم على المشروع يصل إلى قرار حول مدى جدوى تلك الفكرة أو المشروع، لذلك يجب على القائم بالمشروع الاهتمام بعمل دراسة شاملة ومتكاملة للسوق ومن أهم الأسئلة التي يجب أن الاجابة عنها عند القيام بعمل دراسة للسوق هو هل هذا السوق جيد؟ وهل السوق متسع يحتاج و يسمح لوجود منافس جديد؟ وكيف يمكن للمشروع الجديد أن يتنافس ويحصل على أفضل ربح مادي؟
تساعد دراسة الجدوى الفنية القائم على المشروع على تحديد عدة جوانب وأساسيات مهمة للمشروع، فمن خلالها يتم تحديد الحجم الممكن والمناسب للمشروع، واختيار الموقع الجغرافي المناسب له، واختيار نظام الإنتاج المناسب، وكذلك يساعد على التنظيم الدقيق للمشروع من الداخل، وتحديد كافة الاحتياجات اللازمة للبدء بتنفيذ وتشغيل المشروع الاستثماري الجديد.
ومن جهة أخرى، فإن دراسة الجدوى الفنية تساعد على تقديم البيانات والمعلومات اللازمة لتقدير التكاليف الرأسمالية اللازمة لمشروع الاستثمار، ومن هنا يجب الحرص على أن تكون نتائج هذه الدراسة دقيقة جدًا، فأي خلل في النتائج سيؤثر على القرارات المتعلقة بمصادر تمويل المشروع.
وتتكون الدراسة الفنية من عدد من البنود المهمة وهي كما يلي:
حيث تساعد صاحب المشروع على الفعالية والكفاءة في استخدام جميع موارد المشروع بالشكل الأمثل وتوصيف خصائص المنتج وأساليب استخدامه والاستفادة منه، ويمكن قياس الطاقة الإنتاجية للمشروع من خلال تقدير عدد الوحدات التي يمكن إنتاجها في فترة زمنية محددة في حدود التكلفة.
حيث تعتمد على الأساليب التقنية والتكنولوجية المتاحة ومدى جودتها في تحقيق أهداف المشروع المرجوة منه وإنتاج المنتجات والإمكانيات المتاحة للمشروع من موارد مادية أو بشرية، وتحديد شكل دورة التشغيل للتي من خلالها يتم انتاج المنتج بشكله النهائي.
بعد إجراء كافة الخطوات السابقة يتم تحديد الوسائل والمعدات الفنية اللازمة من حيث: كمية ونوعية الأجهزة والآلات التي يتطلبها المشروع للإنتاج ووسائل النقل وفقًا لحدود إمكانيات المشروع ويتم تقدير تكلفتها والمفاضلة بينها وفقًا لذلك.
الهيكل الداخلي للمشروع ودراسة أقسام المشروع والمواقع الخاصة بـأماكن الإنتاج والتخزين والإدارة والمرافق العامة ويجب مراعاة أهمية التقسيم المنطقي والتسلسلي للمشروع ومراعاة الانتقال بين هذه الأقسام وفقًا لأسس علمية مدروسة.
تحديد مدخلات الإنتاج وتكاليفها اللازمة للإنتاج والنقل والتخزين وأنواع المواد الأولية اللازمة لتقديم منتجات او خدمات المشروع ومصادرها وايضًا تحديد الاحتياج من وسائل النقل.
بحيث يتم تحديدها بشكل دقيق من أعمال إدارية وأعمال فنية تخصصية وأعمال صيانة والخدمات الأمنية والنظافة، بحيث يجب مراعاة المؤهلات المطلوبة وتحديدها وتحديد نوع الخبرات للموارد البشرية وهيكل الأجور للعمالة ومصاريف التدريب والتأمين الصحي والتنقل وماله له علاقة بذلك.
بحيث يتم تحديد الموقع وفقًا لطبيعته ودراسة خصائص الموقع والمرافق للازمة لتحقيق رغبات المستهلكين لمنتجات/ خدمات المشروع.
تحديد البيئة التشريعية ومتطلبات التراخيص القانونية لبدأ عمل المشروع، لمعرفة امكانية قيام المشروع من عدمه من ناحية قانونية.
ولا تختلف كثيرا المشاريع الخدمية عن المشاريع الانتاجية في حاجتها لدراسة خدماتها وطريقة تقديمها و الاسلوب المتبع لايصالها للجمهور
تعرف الدراسة المالية للمشروع بانها إحدى مكونات دراسة الجدوى بشكل عام، وتركز على قياس ربحية المشروع من الناحية التجارية ومن وجهة نظر المستثمر، إلى جانـب تحديـد مصـادر التمويل والهيكل التمويلي المقترح للمشروع (مكونات الأموال التي ستمول أصول المشروع مثل رأس المال والقروض).
وبشكل عام يعتبر مشروع الاستثمار ذو جدوى من الناحية المالية (التجارية) إذا أعطى عائداً على المال المستثمر بمعدل يزيد عن معدل العائد الممكن الحصول عليه من استخدام المال في مجالات بديلة، كما يعتبر المشروع ذو جدوى تجارية إذا أمكن استرداد التكاليف الرأسمالية خلال المدة التي يحددها المستثمر في اسرع وقت.